القائمة الرئيسية

الصفحات

ما يتحدث عنه الجمهور [LastPost]

كيف يتم حفظ الأغذية المعلبة من الفساد وما هي المواد الحافظة

كيف يتم حفظ الطعام المعلب وتعرف على انواع المواد الحافظة لتجنب الضار منها

الأغذية المعلبة تعتبر من أكثر المنتجات التي يتم إستهلاكها بكثرة في كل مكان حول العالم فهي تمثل جزءاً أساسياً من طعامنا وشرابنا.

وذلك لأنها تتميز بطول فترة صلاحيتها عن الطعام الطازج مع إحتوائها على قيمة غذائية جيدة قد تتخطى القيمة الغذائية لبعض الأطعمة الطازجة أحياناً, كما أنها توجد بكافة الأشكال والأنواع من الفواكه والخضراوات واللحوم.

تعتبر المواد ذات الحموضة المنخفضة مثل اللحوم, والبقوليات ذات قابلية أكبر للمحافظة عليها معلبةً عن المواد ذات الحموضة العالية مثل الصلصة, والجبن, والفواكه الحامضة.

ولكن يجب عليك عزيزي المتابع الحذر عند شرائها فبعض هذه المعلبات قد تكون ضاره وبشده على صحتك حيث يمكن أن تتعرض للغش بسبب سهولة تغيير الخصائص الكيميائية لها وصعوبة إكتشافها, بالأضافة الى إمكانية تعرضها للتزوير في تواريخ الإنتاج والإنتهاء.

قصة الأغذية المعلبة 

يعد التعليب وسيلةً ممتازة لحفظ الطعام وقد بدأت في أوائل القرن التاسع عشر عام 1804م حينما اكتشف طباخ يدعى نيكولاس أن الحساء وبعض الفواكه يمكن حفظهم لفترات أطول عن طريق وضعهم في عبوات من الزجاج ثم وضع هذه العبوات مغلقةً في ماء مغلي.

فلم يكن يدرك أنه بهذا كان يقتل البكتيريا التي تسبب فساد هذه الأغذية بل كان يعتقد على الأرجح أن عملية تسخين الغذاء هيا ما تحافظ عليه بسبب قلة الوعي والعلم عن البكتيريا آنذاك.

مرت مراحل حفظ الأغذية بعدد من التطورات وعمليات التحسين في كل نصف قرن تقريباً عبر التاريخ منذ عام 1850م.

فمنذ عام 1850م وحتى عام 1900م كان قد تم تطوير طرق معالجة أكثر كفاءة لقتل البكتيريا والكائنات الدقيقة.

ففي البداية كانت هناك عملية التسخين فقط ولم تحافظ على الطعام لفترات كافية وكان المجتمع لا يزال يبحث عن طرق أكثر فعالية لحفظ الطعام لفترات أطول وأطول.

وهنا ظهرت العملية العكسية للتسخين وهي التبريد.

ولأن التسخين يقتل أغلب البكتيريا ولكن ليس جميعها تم إستخدام اسلوب التبريد المفاجيء لدعم التعقيم وقتل معظم ما تبقى من البكتيريا.

كان هذا جيداً جداً وحافظ على المنتجات لفترة أطول من الفترة التي يحافظ عليها بعد تسخينه.

ولكن لم يكن هذا كافياً أيضاً فقد كان طموح الباحثين أكبر مع توسع وتطور المعرفة الكيميائية والصناعية وأدوات البحث.

وفي بداية القرن العشرين تمت السيطرة على بكتيريا تسمى البكتيريا المطثية الوشقية.

وساعد هذا على معالجة الأغذية لحفظها بشكل أفضل وفترات أطول.

كما تميزت هذه الفترة بإبتكار حسابات رياضية لحساب الزمن والحرارة اللازمين لحفظ أنواع الأغذية المختلفة والإستغناء عن التجارب التي تهدر الوقت والموارد.

وتم أيضاً في هذه الفترة تطبيق طريقة التعقيم المحمي للأغذية السائلة وتعتمد على تعقيم المادة الغذائية والعبوة كل على حدة ثم تعبئتها آلياً ضمن ظروف مناسبة ومعقمه.

وهي الطريقة التي تستخدم في عصرنا الحالي.

وخاصة عند تعبئة الأغذية السائلة مثل العصائر او الألبان كما أن هذه الفترة شهدت تطوراً سريعاً في هذا المجال بإستخدام علب الصفيح الصحية والاقفال المزدوجة.

وفي منتصف القرن العشرين تنوعت  طرق التعقيم بشكل أكبر بإختلاف نوع الغذاء الذي يتم حفظه وتم إستخدام الأكيس المرنة والاطباق التي تم تطويرها لحفظ الطعام والقابلة للتعقيم وكانت تصنع وتقفل بطريقة خاصة كما استخدمها رواد الفضاء والمستكشفون أثناء رحلاتهم في الفضاء.

ما هي المواد الحافظة

المواد الحافظة هو إسم عام لكل المواد التي يتم إستخدامها لحفظ الأغذية من الفساد 

ويوجد منها نوعان:

النوع الأول هي المواد الحافظة الصناعية: وهي مواد كيميائية وصناعية تحتوي على مضادات للمايكروبات وللأكسدة كما أنها تحتوي على مواد مثبطة لعمليات النضوج الطبيعية وعادةً ما يكون الإكثار من هذه المواد ضاراً صحياً إلا أن المصانع الغذائية لا تتعامل إلا مع هذه المواد.

اما النوع الثاني هي المواد الحافظة الطبيعية: وتتكون من مواد من المعروف فاعليتها في منع الأكسدة والحفاظ على الأغذية كالملح والخل والسكر.  

كيف يتم حفظ الأغذية المعلبة (خطوات حفظ الأغذية المعلبة)

1- الخطوة الأولى
الحصول على المواد التي سيتم حفظها وفرزها مثل الخضراوات  أو اللحوم.

2- الخطوة الثانية
غسل ونقع المواد التي تحتاج الى تنظيف مع مراجعة فرزها مرةً أخرى وفق درجات النضوج والألوان ويتم الغسل بماء معالج ومكلور في هذه الخطوة.

وتعتبر هذه العملية مهمةً أيضاً للتقليل من آثار المبيدات الحشرية وهرمونات النباتات أو اللحوم.

3- الخطوة الثالثة
سلق الخضراوات والفواكه بالبخار أو الماء بدرجة حرارة لا تقل عن 80 مئوية وذلك لتثبيط الانزيمات وعوامل الأكسدة.

ومعالجة اللحوم لتثبيط انزيماتها ومسببات الأكسدة فيها أيضاً مع إضافة المحسنات, مثل التوابل و نسبة الملح في الخضراوات أو السكريات في الفواكة وقد تختلف المواد المضافة حسب نوع المنتج والكيفية التي سيتم بها إستهلاكه.

4- الخطوة الرابعة
تعبئة الأغذية في مختلف أنواع العبوات المعقمة والصحية.

وبالطبع يجب أن لا تكون عبوة التعبئة متفاعلة مع المواد المعبئة فيها طوال فترة صلاحية المنتج كما يجب أن تكون العبوات قادرة على تحمل الصدمات والفترات الزمنية.

5- الخطوة الخامسة
وهي إخراج الهواء من العلب وإقفالها بإحكام.

وتعتبر هذه العملية تسخيناً أولياً لإيقاف نشاط الأحياء الدقيقة ولاحظ عزيزي القاريء أن هذه الخطوة والخطوة الثالثة أيضاً لم يكونا موجهين لقتل جميع البكتيريا أو الأحياء الدقيقة وإنما لتثبيط نشاطهم وقتل الضعيف منهم.

ويتم تفريغ العبوات من الهواء بإستخدام بخار الماء كمصدر للحرارة ويتم إغلاقها بإحكام بعد ذلك لمنع دخول الهواء أو البكتيريا إليها مجددأ.

6- الخطوة السادسة
تعقيم العبوات بعد إقفالها داخلياً وخارجياً في درجات حرارة تتراوح بين الـ100م وحتى 125م لفترات كافية ومناسبة محسوبة للقضاء على معظم البكتيريا والأحياء الموجودة.

ثم يتم توجيه العبوات الى مرحلة التبريد المفاجيء حيث يساهم تبريد العبوات بشكل سريع الى القضاء على ما تبقا من بكتيريا أو أحياء دقيقة لم تؤثر بها درجات الحرارة في المرحلة التي سبقتها فتهلك بسبب إنكماشها السريع نتيجة لتغير درجات الحرارة المفاجِئة هذه. 

7- الخطوة السابعة
طباعة المعلومات والكرت الغذائي للعبوات (ملصق الغذاء), ثم تخزينها لتصبح جاهزةً للتوزيع.

ويتم تخزين العبوات في درجات حرارة تتراوح بين 15م الى 20م حيث أن تخزينها في درجات حرارة أكثر إرتفاعاً قد يؤدي الى انتاج أبواغ الجراثيم التي قد تكون نجت بشكل ما بعد العمليات السابقة.

المواد الحافظة الضارة التي يجب الإنتباه منها وتجنبها

تحتوي الأغذية المعلبة على مواد حمضية قد ينتج بسببها قرحة او التهابات في المعدة, وقد تحتوي على بعض المواد التي تؤدي الى الإصابة بالطفح الجلدي والحساسية.

كما توجد ببعض الأغذية المعلبة بعض المواد التي قد تؤثر على هرمونات الجسم بشكل سلبي وسيء.

بالطبع يُعد الغذاء الطازج أفضل من أغلب الأغذية المعلبة ولكن توجد بعض الإستثناءات, فمثلاً تحتوي صلصة الطماطم المعلبة على كمية من الليكوبين أكبر من تلك الموجودة في ثمرة الطماطم نفسها, وتلك المادة من مضادات الأكسدة التي تمنع الخلايا من التلف وتحمي القلب من الأمراض.

كما أن هناك بعض العناصر الموجودة أيضاً في الأغذية الطبيعية تؤثر بشكل سلبي على الجسم ويتم إبطال مفعولها عندما تتعرض هذه الأغذية المعلبة إلى درجات حرارة عالية أثناء تعبأتها مما يزيد من قيمة المنتج المعلب غذائياً وصحياً.

فتعريض الفاصولياء الحمراء مثلاً إلى الحرارة يبطل مفعول الهيما جلوتنين الذي يعمل على تخثر الدم, وتعمل الحرارة أيضاً على تحطيم مادة مضادة لمادة التربسين في البقوليات فتسهل عملية طبخها وهضمها.

لكن بعض الفيتامينات التي تذوب في الماء مثل فيتامين ب و ج يتم فقدانها أثناء تصنيع الأغذية المعلبة بسبب الحرارة وتنتقل هذه الفيتامينات إلى السائل الموجود في العلبة والذي قد لا يمكن إستهلاكه بسبب كثرة السكر أو الملح فيه مع المواد الحافظة الأخرى.

مواد يجب الإنتباه منها بقراءة ملصق الأغذية المعلبة الغذائي

1- كميات الملح (الصوديوم) أو السكر الكبيرة 
فإذا كانت نسبة الملح أو السكر كبيرة يفضّل بالطبع التخلص من السائل الحافظ في العلبة وغسل محتواها بالماء جيداً قبل إستهلاكها لتقليل هذه النسبة وذلك لأن كميات الملح والسكر الكبيرة ترتبط بأمراض القلب والسكري والعديد من الأمراض الأخرى ويمكن التعرف على كثرة هذه المواد بتذوق الماء الحافظ ببساطة.

2- مادة النترات 
ويجب عدم إستهلاك أي أغذية معلبة تحتوي في ملصقها الغذائي على هذه المادة حيث أنها مادة مسرطنة وتوجد غالباً في منتجات اللحوم المعلبة والتي تعتبر سيئةً غذائياً لإحتوائها على كمية دهون وأملاح كبيرة.

3- ثنائي الفينول أ
وهي مادة خطيرة ترشح من العبوات نفسها أحياناً الى الغذاء الموجود بداخلها وتؤثر على نمو الدماغ وبعض أجهزة الأطفال المهمة كما صرّح الباحثون. وتدخل هذه المادة بشكل خاص في صناعة حافظات الماء, وزجاجات رضاعة الأطفال البلاستيكية, وبطانات علب الأغذية المعلبة كما تدخل في صناعة العديد من المنتجات الأخرى حولنا.

وهناك دراسات على جانب آخر تثبت أن جسم الإنسان يمكنه إبطال مفعول ثنائي الفينول أ, ولذلك منظمة الغذاء والدواء والتي أعلنت أنه بناء علي جميع الأدلة المتوافرة لا يوجد سبب لوقف استعمالات هذه المادة فيما يخص الأغذية لأنه لم يثبت بعد وبشكل قاطع تأثير هذه المادة على الصحة ولكن يمكننا تجنبها بمراجعة ملصق الغذاء حتى يتم التأكد من أمانها.

4- الأغذية المعالجة كيميائياً
وتكون هذه المعلومات متوفرة أيضاً في ملصق الغذاء وتؤثر المواد الكيميائية غالباً على نشاط بعض الهرمونات والإنزيمات الموجودة داخل أجسامنا لذا يفضّل تجنبها.

كما يجب عليك التأكد عزيزي القاريء دائماً من تاريخ الإنتاج والإنتهاء عند شراء الأغذية المعلبة, ومحاولة شراء حديثة الإنتاج منها مع الإبتعاد عن المنتجات التي مر على تاريخ إنتاجها نصف فترة صلاحيتها, بالإضافة الى الإنتباه الى عدم وجود أي صدمات أو إنبعاجات أو أوساخ على العلب قد تكون نتجت من سوء تخزينها.

انظر أيضاً :كيف تحصل على الكحول وتصنع مطهر في المنزل

 

Image by Alex Fox from Pixabay
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات